الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام
.بَاب من كره الاحتباء وَالْإِمَام يخْطب لِأَنَّهُ يجلب النّوم، ويعرِّض الطَّهَارَة للانتقاض: 2764- وَقَالَ:حَدِيث حسن. 2765- لَكِن فِيهِ أَبُو مَرْحُوم، عبد الرَّحِيم بن مَيْمُون، عَن سهل بن معَاذ، وهما ضعيفان. 2766- وَفِي سنَن ابْن مَاجَه، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الاحتباء يَوْم الْجُمُعَة»، يَعْنِي وَالْإِمَام يخْطب إِسْنَاده ضَعِيف. 2767- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ، بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيح، عَن نَافِع: «أَن ابْن عمر كَانَ يحتبي يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب». 2768- وَحَكَاهُ أَبُو دَاوُد عَن خلق من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، قَالَ: «وَلم يبلغنِي كراهتها إِلَّا عَن عبَادَة بن نُسي». .بَاب تَحْرِيم إِقَامَة الرجل من مَجْلِسه الْمُبَاح، وَبَيَان أَنه لَو قَامَ لعذر ثمَّ عَاد عَلَى قرب فَهُوَ أَحَق بِهِ: 2770- زَاد مُسلم: «وَكَانَ ابْن عمر إِذا قَامَ لَهُ رجل من مَجْلِسه لم يجلس فِيهِ». 2771- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا قَامَ أحدكُم من مَجْلِسه ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَق بِهِ» رَوَاهُ مُسلم. .فصل فِي ضعيفه: .بَاب من نعس فِي الْمَسْجِد: 2774- وَقَالَ: حسن صَحِيح. 2775- وَقَالَ الْحَاكِم:هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم. 2776- وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: لَا يثبت رفع هَذَا الحَدِيث إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. قَالَ:وَالْمَشْهُور أَنه من قَول ابْن عمر مَوْقُوف. 2777- وَالصَّوَاب قَول الْبَيْهَقِيّ لِأَن مدَار الرِّوَايَة المرفوعة عَلَى مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وَهُوَ مُدَلّس، وَقد قَالَ فِي رِوَايَته: عَن نَافِع. فَلَا يحْتَج بِهِ. .بَاب اسْتِحْبَاب الِاشْتِغَال بِالذكر وَالْقِرَاءَة والنافلة لمن ينْتَظر الصَّلَاة: 2779- وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد السابقان فِي بَاب الطّيب. .بَاب الْأَذَان للْجُمُعَة: 2781- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «إِن الَّذِي زَاد التأذين الثَّالِث يَوْم الْجُمُعَة عُثْمَان بن عَفَّان حِين كثر أهل الْمَدِينَة، وَلم يكن للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُؤذن غير وَاحِد وَكَانَ التأذين يَوْم الْجُمُعَة حِين يجلس الإِمَام عَلَى الْمِنْبَر». الزَّوْرَاء: مَكَان بِقرب الْمَسْجِد، وَسَماهُ التأذين الثَّالِث لِأَنَّهُ سَمّى الْإِقَامَة أذانا، 2782- كالحديث الصَّحِيح: «بَين كل أذانين صَلَاة». 2783- وَعَن ابْن عَبَّاس؛ قَالَ: «جلس عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَوْم الْجُمُعَة عَلَى الْمِنْبَر، فَلَمَّا سكت المؤذنون، قَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله تَعَالَى» وَذكر الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَاب رجم الحبلى. .بَاب يسْتَحبّ للْإِمَام أَن يسلم عَلَى النَّاس عِنْد دُخُوله عَلَيْهِم، وَأَن يسلم ثَانِيَة إِذا صعد الْمِنْبَر ثمَّ أقبل عَلَيْهِم: 2785- وَعنهُ، فِي حَدِيث الْمُسِيء صلَاته، أَنه صَلَّى ثمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسلم عَلَيْهِ فَرد عَلَيْهِ السَّلَام. فَقَالَ: «ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل، فَرجع فَصَلى ثمَّ جَاءَ فَسلم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، حَتَّى فعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات» مُتَّفق عَلَيْهِ. 2786- وَعنهُ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا لَقِي أحدكُم أَخَاهُ فليسلم عَلَيْهِ، فَإِن حَالَتْ بَينهمَا شَجَرَة، أَو جِدَار، أَو حجر ثمَّ لقِيه فليسلم عَلَيْهِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. .فصل فِي ضعيفه: 2788- وَعَن ابْن عمر، كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا دنا من منبره يَوْم الْجُمُعَة سلم عَلَى من عِنْده، فَإِذا صعد اسْتقْبل النَّاس بِوَجْهِهِ، ثمَّ سلم. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَضَعفه. .بَاب اسْتِحْبَاب الْخطْبَة عَلَى الْمِنْبَر فَإِن تعذر فنحوه، وجلوس الإِمَام عَلَى الْمِنْبَر إِذا صعده حَتَّى يُؤذن الْمُؤَذّن ويفرغ، ثمَّ يخْطب خطبتين قَائِما مُسْتَقْبل النَّاس، بَينهمَا جلْسَة لَطِيفَة: 2790- وَحَدِيث السَّائِب بن يزِيد السَّابِق قَرِيبا. 2791- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ جذع يقوم إِلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَلَمَّا وضع لَهُ الْمِنْبَر سمعنَا للجذع مثل أصوات العشار، حَتَّى نزل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوضع يَده عَلَيْهِ رَوَاهُ البُخَارِيّ. 2792- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب إِلَى جذع، فَلَمَّا اتخذ الْمِنْبَر تحول إِلَيْهِ، فحن الْجذع، فَأَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فمسحه». 2793- وَفِي رِوَايَة: «فَالْتَزمهُ» رَوَاهُ البُخَارِيّ. 2794- وَعَن سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كَانَ جِدَار الْمَسْجِد عِنْد الْمِنْبَر مَا كَادَت الشَّاة تجوزه» مُتَّفق عَلَيْهِ. 2795- وَعَن ابْن عمر: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب خطبتين يقْعد بَينهمَا». 2796- وَفِي رِوَايَة: «يخْطب قَائِما ثمَّ يقْعد، ثمَّ يقوم، كَمَا يَفْعَلُونَ الْآن» مُتَّفق عَلَيْهِ. 2797- وَعَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب قَائِما ثمَّ يجلس ثمَّ يقوم، فيخطب قَائِما، فَمن نبأك أَنه كَانَ يخْطب جَالِسا فقد كذب. فقد، وَالله، صليت مَعَه أَكثر من ألفي صَلَاة» رَوَاهُ مُسلم. يَعْنِي ألفي صَلَاة، غير الْجُمُعَة. 2798- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «يقْرَأ الْقُرْآن، وَيذكر النَّاس». 2799- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح: «يخْطب قَائِما، ثمَّ يقْعد قعدة، لَا يتَكَلَّم». .بَاب اسْتِحْبَاب اعْتِمَاد الْخَطِيب عَلَى قَوس، أَو سيف، أَو عَصا، أَو نَحْوهَا يَجعله فِي يَده الْيُسْرَى: .فصل فِي ضعيفه: .بَاب صفة الْخطْبَة، وتقصيرها، وَصفَة الْخَطِيب: 2803- وَحَدِيث جَابر بن سَمُرَة فِي الْبَاب قبله. 2804- وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «كنت أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَكَانَت صلَاته قصدا وخطبته قصدا» رَوَاهُ مُسلم. 2805- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح: «كَانَ لَا يُطِيل الموعظة يَوْم الْجُمُعَة، إِنَّمَا هن كَلِمَات يسيرات». 2806- وَعَن أبي وَائِل، قَالَ: خَطَبنَا عمار، فأوجز وأبلغ، فَلَمَّا نزل قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقظَان، لقد أبلغت وأوجزت، فَلَو كنت تنفست؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِن طول صَلَاة الرجل، وَقصر خطبَته مَئِنة من فقهه. فأطيلوا الصَّلَاة وأقصروا الْخطْبَة، وَإِن من الْبَيَان سحرًا» رَوَاهُ مُسلم. 2807- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد، قَالَ: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِإِقْصَارِ الْخطب». 2808- وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا خطب احْمَرَّتْ عَيناهُ، وَعلا صَوته، وَاشْتَدَّ غَضَبه، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذر جَيش، يَقُول: صبحكم، ومساكم، وَيَقُول: «بعثت أَنا والساعة كهاتين» ويقرن بَين أصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى، وَيَقُول: «أما بعد، فَإِن خير الحَدِيث كتاب الله، وَخير الْهَدْي، هدي مُحَمَّد، وَشر الْأُمُور محدثاتها، وكل بِدعَة ضَلَالَة» ثمَّ يَقُول: «أَنا أولَى بِكُل مُؤمن من نَفسه، من ترك مَالا فلأهله، وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَعلي» رَوَاهُ مُسلم. 2809- وَفِي رِوَايَة لَهُ:كَانَت خطْبَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْجُمُعَة، يحمد الله ويثني عَلَيْهِ، ثمَّ يَقُول عَلَى إِثْر ذَلِك، وَقد علا صَوته. 2810- وَفِي رِوَايَة: كَانَ يحمد الله ويثني عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ يَقُول: «من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ». 2811- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن ضِمادا قدم مَكَّة، وَكَانَ يرقي من هَذِه الرّيح، فَسمع سُفَهَاء من أهل مَكَّة يَقُولُونَ: إِن مُحَمَّدًا مَجْنُون! فَقَالَ: لَو أَنِّي رَأَيْت هَذَا الرجل لَعَلَّ الله يشفيه عَلَى يَدي! فَلَقِيَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنِّي أرقي من هَذِه الرّيح، وَإِن الله يشفي عَلَى يَدي من يَشَاء، فَهَل لَك؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن الْحَمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. أما بعد» فَقَالَ: أعد عَلّي كلماتك هَؤُلَاءِ، فأعادهن عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَلَاث مَرَّات. فَقَالَ: لقد سَمِعت قَول الكهنة، وَقَول السَّحَرَة، وَقَول الشُّعَرَاء، فَمَا سَمِعت مثل كلماتك هَؤُلَاءِ، وَلَقَد بلغن ناعوس الْبَحْر. هَات يدك أُبَايِعك عَلَى الْإِسْلَام، فَبَايعهُ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «وَعَلَى قَوْمك؟» قَالَ: وَعَلَى قومِي. فَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَرِيَّة، فَمروا بقَوْمه، فَقَالَ صَاحب السّريَّة للجيش: هَل أصبْتُم من هَؤُلَاءِ شَيْئا؟ فَقَالَ رجل من الْقَوْم: أصبت مِنْهُم مطهرة. فَقَالَ: ردوهَا، فَإِن هَؤُلَاءِ قوم ضماد. رَوَاهُ مُسلم. الرّيح هُنَا: الْجُنُون. وناعوس الْبَحْر: بالنُّون وَالْعين- رَوَى: قَامُوس- بِالْقَافِ وَالْمِيم- وَرَوَى: قاعوس، بِالْقَافِ وَالْعين، وَهُوَ وَسطه ولجته، وَقيل: قَعْره. قَوْله: هَات، بِكَسْر التَّاء. 2812- وَعَن عدي بن حَاتِم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رجلا خطب عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: من يطع الله وَرَسُوله فقد رشد، وَمن يعصهما فقد غَوى. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «بئس الْخَطِيب أَنْت. قل: وَمن يعْص الله وَرَسُوله» رَوَاهُ مُسلم. .بَاب وجوب الْقِرَاءَة فِي خطْبَة الْجُمُعَة: 2814- وَعَن يعْلى بن امية رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْرَأ عَلَى الْمِنْبَر {وَنَادَوْا يَا مَالك} مُتَّفق عَلَيْهِ. 2815- وَعَن أم هِشَام بنت حَارِثَة بن النُّعْمَان، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «مَا حفظت (ق) إِلَّا من فِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب بهَا كل جُمُعَة» رَوَاهُ مُسلم. 2816- وَسبق فِي كتاب سُجُود الْقُرْآن حَدِيث أبي سعيد فِي قِرَاءَة (ص) عَلَى الْمِنْبَر. 2817- وَحَدِيث قِرَاءَة عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (النَّحْل) عَلَى الْمِنْبَر وَسُجُوده. .بَاب الصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْخطْبَة، وَالدُّعَاء للْمُؤْمِنين، والشهادتين: 2819- وَقَالَ: حَدِيث حسن. ترة- بِكَسْر التَّاء الْمُثَنَّاة فَوق وَتَخْفِيف الرَّاء- قيل: مَعْنَاهُ نقص. وَقيل: تبعه وَقيل: حسرة. 2820- وَعنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «كل خطْبَة لَيْسَ فِيهَا تشهد فَهِيَ كَالْيَدِ الجذماء» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، 2821- وَقَالَ: حَدِيث حسن. 2822- وَعَن عمَارَة بن رؤيبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه رَأَى بشر بن مَرْوَان عَلَى الْمِنْبَر رَافعا يَدَيْهِ، فَقَالَ: «قبَّح الله هَاتين الْيَدَيْنِ، لقد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يزِيد عَلَى أَن يَقُول بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ المسبِّحة» رَوَاهُ مُسلم. 2823- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد بِإِسْنَاد الصَّحِيح: «أَنه رَأَى بشر بن مَرْوَان وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْم جُمُعَة». 2824- وَفِي رِوَايَة للبيهقي صَحِيحَة: «أَنه رَآهُ يَوْم الْجُمُعَة يرفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، وَشَتمه» وَذكر الحَدِيث. 2825- وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْن: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَى الْمِنْبَر بالاستسقاء فِي خطْبَة الْجُمُعَة». 2826- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «وروينا عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا خطب يَوْم الْجُمُعَة دَعَا فَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ، وأمَّن النَّاس». 2827- قَالَ: وَرَوَاهُ قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة فوصله، وَلَا يَصح. .بَاب جَوَاز كَلَام الإِمَام فِي خطبَته: 2829- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: جَاءَ سُليْك الْغَطَفَانِي يَوْم الْجُمُعَة، وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب، فَجَلَسَ. فَقَالَ لَهُ: «يَا سُليْك، قُم فاركع رَكْعَتَيْنِ، وتجوَّز فيهمَا» ثمَّ قَالَ: «إِذا جَاءَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب، فليركع رَكْعَتَيْنِ، وليتجوَّز فيهمَا». 2830- وَعَن أبي رِفَاعَة تَمِيم بن أسيد، بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا، الْعَدوي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «انْتَهَيْت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يخْطب. فَقلت: يَا رَسُول الله، رجل غَرِيب جَاءَ يسْأَل عَن دينه، لَا يدْرِي مَا دينه؟ فَأقبل عليَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَترك خطبَته حَتَّى انْتَهَى إليَّ، فأتُي بكرسي فَقعدَ عَلَيْهِ، وَجعل يعلمني مِمَّا علمه الله، ثمَّ أَتَى خطبَته فَأَتَى آخرهَا» رَوَاهُ مُسلم. 2831- وَعَن بُرَيْدَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَأقبل الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثرَانِ وَيقومَانِ، فَنزل فَأَخذهُمَا فَصَعدَ بهما، ثمَّ قَالَ: صدق الله {أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} رَأَيْت هذَيْن فَلم أَصْبِر ثمَّ أَخذ فِي الْخطْبَة». رَوَاهُ الثَّلَاثَة. 2832- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن. وَهُوَ عَلَى شَرط مُسلم. .بَاب الْإِنْصَات للْإِمَام وَهُوَ يخْطب: 2834- وَحَدِيث سلمَان فِي الْبَاب بعده. 2835- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا قلت لصاحبك يَوْم الْجُمُعَة أنصت، وَالْإِمَام يخْطب فقد لغوت» مُتَّفق عَلَيْهِ. 2836- وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «يحضر الْجُمُعَة ثَلَاثَة نفر: رجل حضرها يَلْغُو فَهُوَ حَظه مِنْهَا، وَرجل حضرها وَيَدْعُو، فَهُوَ رجل دَعَا الله عَزَّ وَجَلَّ إِن شَاءَ أعطَاهُ وَإِن شَاءَ مَنعه، وَرجل حضرها بإنصات وَسُكُون، وَلم يتخط رَقَبَة مُسلم، وَلم يؤذ أحدا، فَهِيَ كَفَّارَة إِلَى الْجُمُعَة الَّتِي تَلِيهَا، وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح. 2837- وَعَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «دخلت الْمَسْجِد يَوْم الْجُمُعَة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب فَجَلَست قَرِيبا من أبيّ بن كَعْب فَقَرَأَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُورَة (بَرَاءَة) فَقلت لأبيّ: مَتى نزلت هَذِه السُّورَة؟ فحصر وَلم يكلمني. فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صلَاته، قلت لأبيّ: إِنِّي سَأَلتك فنجهتني وَلم تكلمني! فَقَالَ: مَا لَك من صَلَاتك إِلَّا مَا لغوت. فَذَهَبت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت: يَا نَبِي الله، كنت بِجنب أُبيّ وَأَنت تقْرَأ (بَرَاءَة) فَسَأَلته مَتى أنزلت هَذِه السُّورَة؟ فنجهني وَلم يكلمني، ثمَّ قَالَ: مَا لَك من صَلَاتك إِلَّا مَا لغوت. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: صدق أُبيّ» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير. 2838- وَقَالَ فِي الْمعرفَة: إِسْنَاده صَحِيح. 2839- قَالَ: وَرُوِيَ عَن أبي الدَّرْدَاء وأُبيّ، وَرَوَى عَن جَابر أَن الْقِصَّة جرت بَين ابْن مَسْعُود وأُبيّ وأصحها الأول. قَوْله: حصر، بِفَتْح الْحَاء، وَكسر الصَّاد، أَي امْتنع من كَلَامي كَارِهًا لَهُ. وَقَوله: نجهتني، بنُون، ثمَّ جِيم، أَي انتهرتني وكففتني. 2840- وَعَن مَالك بن أبي عَامر، أَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كَانَ يَقُول فِي خطبَته- قلّ مَا يدَع ذَلِك-: «إِذا قَامَ الإِمَام يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَاسْتَمعُوا لَهُ وأنصتوا، فَإِن للمنصت الَّذِي لَا يسمع من الْحَظ مثل مَا للسامع المنصت، فَإِذا قَامَت الصَّلَاة فاعدلوا الصُّفُوف، وحاذوا بالمناكب، فَإِن اعْتِدَال الصُّفُوف من تَمام الصَّلَاة. ثمَّ لَا يكبِّر حَتَّى تَأتيه رجال قد وكَّلهم بتسوية الصُّفُوف فيخبرونه أَن قد اسْتَوَت، فيكبِّر» صَحِيح، رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيح. .بَاب الْإِشَارَة بِالسُّكُوتِ إِلَى من تكلم: .بَاب إِبَاحَة الْكَلَام للْحَاجة وَالْإِمَام يخْطب: 2843- وَحَدِيث أبي رِفَاعَة السَّابِق فِي بَاب كَلَام الْخَطِيب. 2844- وَعَن أنس، بَيْنَمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب فِي يَوْم الْجُمُعَة، قَامَ أَعْرَابِي فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هلك المَال وجاع الْعِيَال، فَادع الله لنا، فَرفع يَدَيْهِ. وَذكر حَدِيث الاسْتِسْقَاء. مُتَّفق عَلَيْهِ. .فصل فِي ضَعِيف يتَعَلَّق بالأبواب السَّابِقَة: 2846- وَنقل التِّرْمِذِيّ أَن البُخَارِيّ قَالَ: «هُوَ وهم». 2847- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب، أَن الرَّهْط الَّذين بَعثهمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى ابْن أبي الْحقيق بِخَيْبَر ليقتلوه، فَقَتَلُوهُ، فقدموا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ قَائِم عَلَى الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة، فَقَالَ حِين رَآهُمْ: «أفلحت الْوُجُوه» قَالُوا: أَفْلح وَجهك يَا رَسُول الله. قَالَ: «أقتلتموه؟» قَالُوا: نعم. وَذكر الحَدِيث. 2848- قَالَ الْبَيْهَقِيّ:هَذَا مُرْسل جيد، والقصة مَشْهُورَة عِنْد أهل الْمَغَازِي. .بَاب أَمر الدَّاخِل وَالْإِمَام يخْطب أَن يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَالنَّهْي عَن الصَّلَاة حَال الْخطْبَة: 2850- وَالْأَحَادِيث السَّابِقَة فِي الْإِنْصَات وَالِاسْتِمَاع، وَهِي متضمنة لترك الصَّلَاة. 2851- وَعَن ثَعْلَبَة بن أبي مَالك الْقرظِيّ: «أَنهم كَانُوا فِي زمن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، يصلونَ يَوْم الْجُمُعَة حَتَّى يخرج عمر، فَإِذا خرج وَجلسَ عَلَى الْمِنْبَر وأذَن الْمُؤَذّن، جلسنا نتحدث حَتَّى إِذا سكت الْمُؤَذّن وَقَامَ عمر سكتنا فَلم يتَكَلَّم أحد صَحِيح»، رَوَاهُ الْمُوَطَّأ. 2852- وَرَوَى الشَّافِعِي فِي " الْأُم " بِإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَيْنِ عَن ثَعْلَبَة قَالَ: «قعُود الإِمَام يقطع السبحة، وَكَلَامه يقطع الْكَلَام، وَأَنَّهُمْ كَانَ يتحدثون يَوْم الْجُمُعَة، وَعمر بن الْخطاب جَالس عَلَى الْمِنْبَر، فَإِذا سكت الْمُؤَذّن قَامَ عمر فَلم يتَكَلَّم أحد، حَتَّى يقْضِي الْخطْبَتَيْنِ، فَإِذا قَامَت الصَّلَاة وَنزل عمر تكلمُوا». السبحة، النَّافِلَة. 2853- وثعلبة هَذَا صَحَابِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. 2854- وَرَوَى بَعضهم عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «خُرُوج الإِمَام يَوْم الْجُمُعَة يقطع الصَّلَاة، وَكَلَامه يقطع الْكَلَام». 2855- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «هَذَا خطأ فَاحش، إِنَّمَا هَذَا من كَلَام الزُّهْرِيّ، وَمن كَلَام ثَعْلَبَة كَمَا سبق».
|